مشاريع رؤية 2030: أهداف وطموحات في زمن الكورونا

 

مشاريع رؤية 2030: أهداف وطموحات في زمن الكورونا


منذ خمسة سنوات، أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رؤية المملكة 2030 بوصفها أضخم خطة اقتصادية واجتماعية في الشرق الأوسط والتي تهدف إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وتطوير المجتمع السعودي.

إن تحقيق اقتصاد سعودي مزدهر هو من أهم محاور رؤية 2030 التي تشهد معها قطاعات الاقتصاد كافة تحولات نوعية حيث تم تحويل الهيئة العامة للاستثمار السعودية إلى وزارة مستقلة ليتم فصلها عن وزارة التجارة لما في ذلك من ضرورة ملحة للتركيز على تنفيذ أهداف رؤية 2030.

وتركز السعودية على بناء اقتصاد متنوع وتوسيع القاعدة الاقتصادية الإنتاجية للقطاعات غير النفطية كما يشكل إشراك القطاع الخاص في التنمية وجذب المزيد من الاستثمارات التي تشكّل قيمة مضافة للاقتصاد السعودي.

ويجدر بالذكر أن السعودية قد أطلقت 13 برنامجا لتحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة وحددت ما يزيد عن 300 إصلاح اقتصادي حيث أن الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الشامل يعد جزءاً أساسياً من معنى رؤية 2030.

تطورات رؤية 2030

وفي سبيل تحقيق رؤية 2030، شهدت السوق المالية السعودية تطوراً كبيراً حيث انضمت السوق بعد إطلاق رؤية المملكة 2030 إلى ثلاثة مؤشرات عالمية والتي تشمل أحد أشهر مؤشرات الأسواق العالمية وهو ستاندرد آند بورز داو جونز حيث شهدت سوق الأسهم السعودي تهافت مليارات الريالات إلى المملكة وكثر عدد المستثمرين في الصناديق الاستثمارية السعودية بنسبة 40%.

الصناعة والاتصالات في رؤية 2030

أما في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا شهدت أهداف رؤية المملكة 2030 تقدماً كبيراً حيث ارتفعت مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي بشكل ملحوظ كما أصبحت المملكة من أعلى 10 دول نمواً في مجال التجارة الإلكترونية في العالم بنسبة 32 %. وفي الوقت نفسه تحسنت سرعات الإنترنت لتسريع الانتقال الحكومي إلى العالم الرقمي.

وتعد المملكة أيضاً من أوائل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي قامت بإطلاق خدمات شبكة الجيل الخامس في عام 2018 بالمنطقة الشرقية بشكل تجريبي حيث تم بناء 1000 برج اتصال تقدم خدمة الجيل الخامس والعمل جارٍ على تطويرها وزيادة انتشارها في السعودية.

أما في مجال الطاقة والصناعة فقد ارتفعت الصادرات غير النفطية بنسبة 22% في عام 2018 مقارنة بعام 2017، وتم إطلاق العديد من المدن الصناعية في مختلف المناطق بالسعودية مما يؤكد حرص الحكومة على التنمية المتوازنة لمختلف المدن والمناطق ومنها سبارك وجازان ووعد الشمال بهدف جعل السعودية ثاني أكبر دولة منتجة للأسمدة الفوسفاتية في العالم بالإضافة إلى تأسيس مشروع نيوم الاستثماري الضخم.

 

رؤية 2030 في التعليم

وفي عام 2019 وقبل جائحة كورونا، استحوذ القطاع العسكري وقطاع التعليم على 35% من الميزانية العامة، حيث حصل قطـاع التعليـم العـام والتعليـم العالـي وتدريـب القـوى العاملـة على حصة كبيرة من الإنفاق العام والتي تقدر بحوالـي 193 مليـار ريـال أي ما يشكل 17% من الميزانية. وبسبب هذا الإنفاق تأسست العديد من المبادرات الوطنية التعليمية مثل مبادرة برنامج تنمية القدرات البشرية وبرنامج جودة الحياة وغيرها الكثير.

إنجازات رؤية 2030 أثناء كورونا

سارعت المملكة العربية السعودية بتنفيذ مبادرات ضخمة لحماية الاقتصاد السعودي أثناء جائحة كورونا وذلك أيضاً تماشياً مع تحقيق فوائد رؤية 2030، والتي سرعت وزادت من سرعة اتخاذ القرارات الحكومية.

بينما زاد الإنفاق على العديد من البرامج التنموية الاقتصادية في السعودية، كان لا بد من حماية الاقتصاد العام أثناء جائحة كورونا بما يصب في مصلحة تحقيق أهداف رؤية 2030 للاقتصاد حيث إقرار إجراءات عدة منها توفير نحو 100 مليار ريال لزيادة ضريبة القيمة المضافة إلى 15% بالإضافة إلى إلغاء أو تأجيل بعض نفقات الجهات الحكومية وخفض اعتمادات عدد من مبادرات برامج تحقيق رؤية 2030.

ويجدر بالذكر أن البنك المركزي السعودي قد وافق على برنامجٍ تصل قيمته إلى 50 مليار ريال لدعم القطاع الخاص وتحديداً الشركات الصغيرة والمتوسطة من حيث تأجيل المستحقات عليها وتقديم التمويلات الميسرة لها فضلاً عن ضخ 50 مليار ريال لتعزيز سيولة المصارف لتمكينها من تمويل القطاع الخاص.

طالع ايضا : مقاسات البيوت المحمية في السعودية

إرسال تعليق

0 تعليقات