المجتمع المعلوماتي

المجتمع المعلوماتي

المجتمعات في هذا العصر تمر بتغيرات تقنية واجتماعية كبيرة، مردها حدوث ما يسمى بالثورة المعلوماتية أو الانفجار المعلوماتي، وقد شمل هذا الانفجار المعلوماتي مختلف الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية في المجتمعات الحديثة، بدءاً بالأفراد ومروراً بالمؤسسات والإدارات إلى مستوى الحكومات. ونتيجة لذلك فقد تغير نمط معيشة الإنسان، وتغيرت طبيعة الأعمال التي يقوم بها وكيفية القيام بها، بل وتغير نمط وأسلوب تفكير الإنسان في المجتمع الحديث. 
وهذا الحجم الهائل من التغيرات التي تمر بها المجتمعات مرده الأساسي هو التطور الكبير والسريع في تقنيات المعلومات، ونتيجة لذلك تحولت المجتمعات في هذا العصر إلى مجتمعات معلوماتية. 
وإدراكاً لأهمية المعلومات وتقنياتها، ورغبة في عدم التخلف عن الدول الأخرى في هذا المجال، أو لإحراز قصب السبق عليها، توجه كثير من الدول نحو تقديم الدراسات ووضع الخطط لتطوير تقنيات المعلومات واستخدامها على أفضل وجه ممكن، وقد ظهرت من خلال ذلك تعبيرات اصطلاحية جديدة مثل (خطة وطنية معلوماتية) أو(خطة وطنية للحوسبة)، وتهدف الدول من خلال تطوير هذه الخطط إلى إعداد مجتمعاتها لمواجهة تحديات عصر المعلومات، ومنافسة الدول الأخرى على منبر الزعامة العلمي والتقني والاقتصادي.
قدم المؤتمر الثاني عشر للحاسب الآلي المعقود في جامعة الملك سعود عام 1411هـ التوصية الآتية: ضرورة العمل على تطوير خطة وطنية للمعلوماتية للمملكة العربية السعودية، نظراً لأهمية تقنيات المعلومات الأمنية والإستراتيجية والاقتصادية، وحتى لا تتخلف المملكة عن ركب الدول التي تخطط لنفسها للانتقال إلى عصر المعلومات .
ولقد كانت اليابان أول دولة في العالم تهتم بوضع خطة وطنية للمعلوماتية فقد صدرت الخطة عن المعهد الياباني لتطوير استخدام الحاسب عام 1972م وجاءت الخطة بدعم من وزارة الصناعة والتجارة الدولية اليابانية، وتضمنت استثمار حوالي 65 بليون دولار في مشاريع معلوماتية خلال الفترة ما بين عام 1972م، وعام 1985م.

إن الفارق الأساسي الذي سنلمسه في ( معلومات ) المستقبل هوأن الأغلب منها سيكون رقمياً، ولقد أصبح هناك بالفعل مكتبات كاملة مطبوعة يتم تخزينها على شكل بيانات إلكترونية على أقراص مدمجة، وكذلك الصحف والمجلات، بل كثير من المعلومات إنما يتم التعامل معها آلياً.
فالمقصود بالمجتمع المعلوماتي هو: المجتمع الذي يعتمد على تقنية المعلومات في جميع مرافقه العامة والخاصة. 

الأهداف العامة للخطة:

 تختلف أهداف الخطط الوطنية لتقنية المعلومات من دولة إلى أخرى حسب تقدم هذه الدول وبيئاتها الاجتماعية، ومميزاتها الاستراتيجية، ومدى تطلعاتها، وتم تحديد الأهداف العامة للخطة 
الوطنية لتقنية المعلومات من خلال الخطوات الآتية: 
*الاطلاع على واقع تقنية المعلومات في الوطن.  
*الاستفادة من الخبرات العلمية والأكاديمية والعملية الوطنية في هذا المجال.  
*الاطلاع على تجارب عدة دول في هذا المضمار. 
*الاستفادة من مقترحات كفاءات وخبرات محلية في موضوع الخطط الوطنية لتقنية المعلومات.

 الأهداف

 تتلخص أهم الأهداف العامة للخطة الوطنية لتقنية المعلومات فيما يلي: 
1 -إعداد الكوادر الوطنية في مجال تقنية المعلومات والاعتماد عليها. 
2 -تهيئة البيئة المناسبة لاستخدام التقنية في التعليم، ودعم المشاريع الوطنية في هذا المجال. 
3 -محو أمية الحاسب، ونشر الثقافة المعلوماتية في المجتمع. 
4 -استثمار تقنيات "التعليم عن بعد" لتوفير التعليم والتدريب للكوادر الوطنية. 
5 -تبني وتشجيع تقنيات النشر الإلكتروني. 
6 -المحافظة على الثقافة العربية والإسلامية، وتهيئتها ونقلها إلى العالم الإلكتروني في الجوانب الدينية واللغوية والبحثية. 
7 -إيجاد وتنمية صناعة تقنية المعلومات، والمشاركة الإيجابية في تنمية اقتصاد الدولة. 
8 -دعم الاقتصاد الوطني بالاعتماد على التجارة الإلكترونية. 
9 -إعداد المواصفات والمعايير والمقاييس الخاصة بمجال المعلوماتية.

إرسال تعليق

0 تعليقات