تطور في تقنيات إنتاج الوقود الحيوي

تطور في تقنيات إنتاج الوقود الحيوي

ذكرت جريدة عمان في عددها الصادر يوم (7 سبتمبر 2010م) أن طالب الدكتوراه مهاب الهنائي المبتعث إلى جامعة دلاوير (University of Delaware) في الولايات المتحدة الأمريكية قد تمكن من تطوير بكتيريا من فصيلة (Clostridium acetobutylicum) هي الأسرع في مجموعتها في إنتاج المواد العضوية المستخدمة كوقود حيوي، والجديد في هذا الابتكار، إن هذه البكتيريا المهندسة وراثياً أصبحت من أسرع الكائنات الدقيقة التي تستطيع إنتاج: البيوتانول، والاثانول، والأستون. وهذه المواد تعتبر أساس الوقود الحيوي، والطاقة الصادرة منها تعادل تقريباً الطاقة الصادرة من النفط، وقد تمكن الباحث من خلال تعطيل إحدى الجينات المسؤولة عن تنظيم التكاثر لهذه البكتيريا، وبالتالي أصبحت سريعة التكاثر وغزيرة الإنتاج مقارنة بالبكتيريا المستخدمة حالياً في إنتاج الوقود الحيوي.

تقانة الوقود الحيوي

تحويل الكربوهيدرات والدهون إلى وقود، وقد ظلت تقانات تصنيع الوقود الحيوي خارج اهتمام الجهات الممولة للبحوث العلمية؛ نتيجة لضغط المنظمات الخيرية والمهتمة بالبيئة. كون أن هذا الوقود – بالتقانات القديمة – يصنع من المواد التي يستخدمها الإنسان في غذائه وتصنيع الوقود منها على نطاق واسع سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية المرتفعة أصلاً في الدول الفقيرة، كما لا يخفي أثرها الضار على البيئة، حيث إن زيادة الطلب على هذا الوقود سيسرع من تآكل

الغابات مع زيادة الضغط لتحويلها إلى أراضي زراعية، وهذا سيجر خلفه أيضاً، زيادة في استهلاك المياه والطلب ولكن في الجانب الآخر، إن عدم التوصل إلى بديل للنفط سيرفع أسعار المواد الغذائية إلى تلك المستويات التي نتحذر منها؛ كون النفط يستخدم حالياً لإدارة الآلات المستعملة في الزراعة الحديثة، وفي نقل وتصنيع تلك المواد.

ولكن هناك أمل، فهذا النوع من البكتيريا الذي قام الباحث العماني بتسريع نموه هو من الأنواع التي تم تطويرها في السنوات القليلة الماضية لتقوم بإنتاج الوقود الحيوي من مخلفات النباتات والأعشاب والمخلفات الزراعية والناتجة عن الحصاد، وليس من مكونات المواد الغذائية الأساسية للإنسان كالذرة والقمح وقصب السكر، وهذا ما أصبح يسمى الجيل الثاني من تقانات تصنيع الوقود الحيوي، وهي تقانة صديقة للبيئة، فمن المعروف أن المزارعين يلجؤون حالياً إلى حرق هذه المخلفات أو طمرها للتخلص منها. الوقود الجديد أطلق عليه اسم الجراسولين (Grassoline) أي: وقود الأعشاب، ولعل في المستقبل القريب ستحل هذه الصناعة محل ما يقارب نصف الاستهلاك الكلي من النفط من دون أن يؤثر ذلك في الإمدادات الغذائية

طالع ايضا انعكاس ارتفاع أسعار الوقود على صناعة النقل الجوي

إرسال تعليق

0 تعليقات