العوامل المحددة للطلب السياحي

العوامل المحددة للطلب السياحي


يختلف الطلب السياحي من مكان لآخر ومن مرحلة زمنية لأخرى، وقد تكون هذه الاختلافات كمية أو نوعية، ويرجع سبب ذلك لكون أن الطلب السياحي يتأثر بشكل كبير بمجموعة كبيرة من العوامل، منها عوامل اقتصادية وأخرى غير اقتصادية، وفيما يلي استعراضاً لأهم هذه العوامل:

1 .الأسعار

ونقصد بها أسعار المنتوج السياحي إذ أن الطلب السياحي هو الأكثر تأثيراً بالأسعار، وعامة «تكون العلاقة عكسية، فكلما انخفضت أسعار المنتوج السياحي يزداد الطلب السياحي والعكس صحيح مع بقاء العوامل الأخرى ثابتة».وقد ثبت بالواقع العملي مدى التأثير الكبير للطلب السياحي بعامل السعر، فموجة التضخم النقدي التي حصلت في عام (1974 (بسبب ارتفاع أسعار الطاقة أثَّرت سلباً على الطلب السياحي العالمي. وهناك من السياح من يفضل زيارة بلدان أوروبا الشرقية لكون السعار فيها منخفضة موازنة مع بلدان أوروبا الغربية. وقد يتعدى الأمر أسعار المنتوج السياحي نفسه، إلى أسعار السلع والبضائع الأخرى التي يقبل على شرائها السياح، فالمعروف أن السائح يمتاز بظاهرة التبضع، وبالتالي يأخذ بنظر الاعتبار أسعار بعض السلع التي من الممكن أن يقبل على شرائها، ويمكن حملها في الحقيبة مثل الملابس والأجهزة الكهربائية الصغيرة والسلع التراثية والفلكلورية والهدايا والتحف… الخ.

طالع ايضا سوق المنتوجات السياحية

2 .الدخل

تعد الإمكانات المادية المتمثلة بعامل الداخل من الشروط الأساسية لتحقيق الطلب السياحي، وتكون العلاقة طردية، فكلّما ارتفع الدخل زاد الطلب السياحي، والعكس صحيح مع بقاء العوامل الأخرى ثابتة.ويمكن تفسير ذلك بالرجوع إلى جدول الطلب لأي مستهلك، حيث يضع السلع الضرورية في أعلى قائمة الطلب، ثم الأقل ضرورية ثم في الأسفل القائمة تأتي السلع الكمالية، وطالما أن الطلب السياحي طلب كمالي فحتماً سيكون موقعه في ذيل القائمة. وإذا كان دخل المستهلك منخفض فسوف يكتفي فقط بشراء السلع الضرورية، وكلما زاد دخله استطاع أن يغطي فقرات من وسط القائمة نزولاً إلى أسفل القائمة. وهكذا فإذا زاد الدخل إلى حدٍ كبيرٍ يستطيع المستهلك الإقبال على شراء السلع الكمالية بما في ذلك الإنفاق على الرحلات السياحية.ويفسر عامل الدخل أسباب تفاوت الطلب السياحي ما بين سكان البلدان المتقدمة والغنية من جهة وسكان بلدان العالم الثالث من جهة أخرى، ونفس العامل (الدخل) يعطينا تفسيراً منطقياً لزيادة الطلب السياحي لدى العراقيين في النص الثاني من عقد السبعينات، إذا تحققت زيادة كبيرة في متوسط دخل الفرد العراقي في أعقاب نجاح عملية التأميم الخالدة. كذلك فإنَّ عامل الدخل يفسر لنا تزايد الطلب السياحي في الأسواق العالمية أثناء فترات الرخاء الاقتصادي، وتراجع الطلب السياحي أثناء فترات الكساد الاقتصادي. كما تلعق عملية توزيع الدخل (Distribution Income (بين أفراد المجتمع دوراً لا يقل أهمية عن ذلك. وهناك قاعدة مفادها «أنه كلما تحققت عدالة في توزيع الدخل بين أفراد المجتمع زاد الطلب السياحي، والعكس صحيح مع بقاء العوامل الأخرى ثابتة»، وأن العدالة في توزيع الدخل تعني خلق الإمكانات المادية لدى جميع شرائح المجتمع على المشاركة بالفعاليات السياحية ومزاولة الطلب السياحي، ويزداد الطلب السياحي. وسوء توزيع الدخل يعني اقتصاد الطلب السياحي على الطبقات الغنية فقط، والتي تكون الحصة الكبيرة من الدخل لهم يؤدي إلى انخفاض الطلب السياحي. ومرة ثانية نشير إلى أن أحد أسباب ارتفاع الطلب السياحي لدى العراقيين في النصف الثاني من عقد السبعينات يرجع علاوة على ارتفاع المستوى المعاشي، إلى تحقيق نوع من العدالة في توزيع الدخل نتيجة لتطبيق المبادئ والمفاهيم الاشتراكية التي مكنت أبسط شرائح المجتمع (الموظفين مثلاً) من إمكانية السفر للخارج.

3 .السكان

يعتمد الطلب السياحي على عدد السكان والعلاقة تكون بينهما طردية، فكلما زاد حجم السكان زاد الطلب السياحي والعكس صحيح مع بقاء العوامل الأخرى ثابتة، يمثل أعداد السكان.ولتأكيد صحة هذه العلاقة نقول أنه لو كان هناك بلدين متشابهين بجميع المواصفات (الإمكانات المادية، المستوى الثقافي، وقت الفراغ… الخ)، فيما عدا اختلاف في حجم السكان، فإنَّه من المؤكد أن البلد الذي عدد سكانه أكبر يكون الطلب على السياحة فيه أكبر، وقد لا تنطبق هذه القاعدة على بعض البلدان الكثيفة السكان في الواقع الفعلي مثل الهند والصين، فعلى الرغم من الكثافة السكانية العالية لهذين البلدين، إلا أنَّ الطلب السياحي لسكانها منخفض، ويرجع سبب ذلك التأثير القوي للعوامل الأخرى، وعلى رأسها عامل الدخل، فعلى الرغم من الكثافة السكانية العالمية فيهما إلاَّ أنَّ الطلب السياحي منخفض طالما أنَّ السكان يعانون من انخفاض في الدخل والمستوى المعاشي. ليس فقط حجم السكان وحدة المتحكم في الطلب السياحي، فهناك أيضاً مواصلات سكانية أخرى تلعب دوراً في الطلب السياحي، ومنها:
العمر: فكلما زادت فئة الشباب في المجتمع مقارنةً بفئات الأطفال والشيوخ زاد الطلب السياحي والعكس صحيح مع بقاء العوامل الأخرى ثابتة.

طالع ايضا الطلب والعرض السياحي

إرسال تعليق

0 تعليقات