الأخبار الإعلامية والتقارير الصحفية

الأخبار الإعلامية والتقارير الصحفية

شهد السنوات الأخيرة في القرن العشرين وبدايات القرن الحالي تطورا هائلا في المعلومات وثورة الاتصال خاصة من المواقع الاخبارية التي امتدت إلى كل مناحي الحياة، وقد كانت الصحافة على رأس الصناعات الثقافية التي أثرت فيها ثورة الاتصالات وثورة المعلومات تأثيرا كبيرا يصعب حصره، ولم يقتصر التأثير على المضمون بجعله أكثر ثراء بل حتى في الأشكال الفنية التي يقدم من خلالها مضمون الرسالة الإعلامية. كما أن القارىء لم يعد يقتنع بما يقدم له بسهولة في ظل التدفق الهائل للمعلومات وخصوصا عبر شبكة الانترنت وبالتالي فقد ألقي على كاهل الصحفيين مهمات جديدة أو إضافية. الصحافة هي مهنة التحري والبحث ومتابعة الأحداث وملاحقة أو مطاردة مصادر الخبر، التحري عن الأخبار ونقلها الى الناس بموضوعية ومتابعة ذلك بالتقارير والتعليقات والتحقيقات إذا لزم الأمر، إذا فهي مهنة المتاعب وعلى الصحفي أو الصحافة أن تنتقل بقرائها ومستمعيها إلى شتى أنحاء العالم وهم جلوس في منازلهم أو مكاتبهم أي أن تضعهم بصورة الأحداث العالمية وتنقلها الى مواقعهم، فالصحافة من أكثر المهن التصاقا بحياة الناس اليومية ولذلك فإن فن الكتابة الصحفية يعد من أكثر الفنون قابلية للتطور والتغيير شانها في ذلك شأن التطور اليومي للحياة الاجتماعية. لذلك فالمهمة صعبة جدا وشيقة جدا. والصحافة معنية بنقل ما هو هام من الأحداث والوقائع أكثر مما هو مثير أو شخصي وبطريقة موضوعية لكي تعتبر الصحف مسؤولة تجاه مجتمعاتها.
قبل الخوض في تفصيلات كل من الخبر والتقرير الصحفي يجب أن نميز بين الكتابة الوظيفية (الصحفية) والكتابة الإبداعية، الكتابة الخبرية (الوظيفية) والكتابة الإبداعية. 


الكتابة الخبرية (الوظيفية) والكتابة الإبداعية


هناك فرق واضح بين الكتابة الوظيفية والكتابة الإبداعية من حيث الشكل والمضمون والهدف وطريقة التقديم، كالفرق بين العلم والفن. وقبل أن ننتقل إلى تفصيل أكبر عن الكتابة الخبرية (الصحفية) يجب أن نميز بين الكتابة الوظيفية (الصحفية) والكتابة الإبداعية الأدبية. هناك عوامل مشتركة في النوعين من الكتابة من أهمها الموضوع أي سواء كانت الكتابة وظيفية أم إبداعية فلا بد لها من موضوع تناقشه، ولكن لكل منهما ما يميزه عن غيره؛ فالكتابة الوظيفية هي التي تخدم هدفا معينا أو وظيفة محددة، وظيفة توصيلية فقط لتوصيل المعلومة للناس، وهي في علم الصحافة أو الإعلام نقل الأخبار للناس والقيام بوظائف وسائل الإعلام الأخرى التي سيأتي الحديث عنها لاحقا، حيث أن لها شروطا ومواصفات معينة ينبغي أن تتوفر فيها، وهي تختلف عن الغاية الأدبية التي يسعى الأديب لبيانها فيما يكتب. الشخص عندما يكتب لغرض ما يجب أن تشتمل كتابته على بعض العناصر التي تخدم هذا الغرض، وأن تجيب عن بعض الأسئلة في الخطاب أو النص الذي تكتبه، وفي حقل الصحافة والاتصال الجماهيري يتحدث المختصون عن أسئلة ستة ينبغي للقصة الخبرية أو النص أن يجيب عليها أو على بعضها، يكتب الصحفي إذا بهدف واضح وهو تغطية أخبار معينة ونقلها إلى القراء في أماكنهم

إرسال تعليق

0 تعليقات