حماية المعلومات

حماية المعلومات

تعتبر حماية المعلومات من بين أكثر الموضوعات إثارة للجدل الشديد في كثير من دول العالم، وقد عكفت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على تنفيذ التوجيه الخاص عن حماية الأفراد فيما يتعلق بمعالجة البيانات الشخصية وحرية انتقال مثل هذه البيانات.
وتمثل الخصوصية موضوعاً لآلاف من الكتب، والمقالات، والبحوث والتقارير، وصفحات شبكة الإنترنت، وقد نتج عن الجدل الدائر حول حماية المعلومات عدد كبير من مؤتمرات الصناعة، والمؤتمرات الأكاديمية، واللقاءات والندوات. 
ولعل الفورة الأخيرة في الاهتمام بالخصوصية ناتجة عن الانتشار السريع لتقنية المعلومات في كل منحى من مناحي الحياة، فالزيادات الهائلة في قوة الحاسبات الآلية والانخفاضات الحادة في حجمها المادي وفي سعرها، جعل استخدامها شائعاً في العديد من المجالات، والنتيجة لذلك هي أن المعلومات أصبحت متاحة أكثر من أي وقت مضى في شكل رقمي، ولا يخفى أن المعلومات الرقمية أكثر سهولة وأقل تكلفة من المعلومات غير الرقمية في التداول والمعالجة والتخزين، خاصة إذا كانت من مواقع متباينة، ونائية جغرافياً، وكثيراً ما تكون البيانات بديلاً عما كان يمكن أن يحتاج إلى معاملة أوسلعة مادية، ففي المعاملات المصرفية على سبيل المثال لا تنتقل العملة من يد إلى يد، وإنما تنتقل البيانات فقط ولذلك فإن كثيراً من البيانات والمعلومات أصبحت رقمية.

طالع أيضا  سناب شات يواصل تقدمه في ترتيب الشبكات الاجتماعية

ولقد جاء في تقرير أجري عام 1994م أن الحاسبات الآلية في الولايات المتحدة تحتفظ بأكثر من خمسة مليارات من التسجيلات التي تتضمن معلومات عن كل رجل، وامرأة، وطفل، وفي نشاط واحد فقط – البيانات الائتمانية – يوجد أكثر من 400 مليون ملف ائتماني، يتم تحديثها بأكثر من ملياري قيد في كل شهر.
 إن كثرة الحاسبات الآلية، والاعتماد المتزايد عليها، وتأثيرها على حجم البيانات المتولدة والمسجلة، قد أدى إلى حدوث قلق متزايد – عالمياً – بشأن الخصوصية، ولذلك يقول مدير مركز معلومات الخصوصية الإلكترونية في واشنطن: (إن الخصوصية ستكون بالنسبة لاقتصاد المعلومات في القرن القادم مثل حماية المستهلك والهموم البيئية بالنسبة للمجتمع الصناعي في القرن العشرين).

 إجراءات حماية المعلومات

 هل أنهى التقدم التقني الهائل في مجال جمع المعلومات، ونشرها، وحفظها والتعامل معها، خصوصية الأفراد وحقهم في الاحتفاظ بأسرارهم، وما لا يريدون أن يطلع عليه الآخرون؟ لقد أصبحت الحكومات ودوائر الأعمال، بل وحتى الأفراد العاديون، قادرين على جمع بيانات هائلة عن الأشخاص وحفظها واستخدامها بسهولة شديدة، ومن ثم تفجر جدل شديد حول تأثير كل هذا على حياة الناس وأسرارهم، وطالب بعض الناس بمزيد من التدخل الحكومي لحماية الخصوصية، في حين عارض آخرون ذلك، وفي الحقيقة إن توفير الحماية الفعالة للخصوصية يتطلب الموازنة بين مصالح متباينة. 

إرسال تعليق

0 تعليقات